Posts

Showing posts from 2021

بوح صخور (مرات)

بوح صخور (مرات) كتب د.احمد الأســـود: : قال( فهد الفهيد) ذات أمسية رائقة تلك الصخور أرق إن هي حدّثت=عن ما مضى وحكت لنا أسرارها وروت لنا تاريخ أمسٍ غابر=نيرانه خمدت وذاب أواره وتعود تحيا في خيالي جذوة =للشوق تشعل في ضلوعي نارها هي صخرة لا تسجيب لسائلٍ=لكن كل الصدق في أخبارها حقب مضت جيل وراء مثيله=تنبيك عن تاريخهم أحجارها لعلك استمتعت بسماع اخبارها يا صديقي كما سعدت ودهشت وهي تفصح لي عن أسرارها . لطالما استنطقت تلك الصخور صابرا ومتحايلا حتى أباحت بتاريخ مولدها وأسرار نشأتها الأولى ومسار حياتها .ليس هنالك لذة فكرية تضاهي دهشة الإكتشاف! هذه الصخور الشامخة بكل معنى للشموخ تقف صامدة في وجه الزمن مئات الملايين من السنين غير عابئة برياحه العاتية ولا بمياهه الجارفة ، ونحن نمر عليها بلا مبالاة وكأنها ليست هناك، وكأنها ليست أرشيفا تاريخيا لأحداث هذا الكوكب.ولو أوليناها اهتمامنا لما بخلت علينا بمفاتيح مغالق اسرارها. هذه الصخور  الصماء الصلدة التي شبه كثيّر إعراض عزة به : كأني أنادي صخرةً حين أعرضت= من الصم لو تمشي بها العصمُ زلتِ والعصم الماعز.  وهي في قصيدة ...

أم كلثوم تصدح في( مرات)

أم كلثوم تصدح في( مرات) كتب د. أحمد الأســود: في أواسط الستينيات الميلادية كانت (مرات) تعتبر واحدة من أهم ثلاث محطات على طريق الحجاز( الرياض-مكة) فكان المسافرون من الرياض او من دول الخليج شرقا  والمتجهين غربا نحو مكة ومدن الحجاز الأخرى يتوقفون بالضرورة في مرات كأول محطة واستراحة للتزود بالوقود   والطعام والشاهي والقهوة والماء البارد ، ثم سيتوقفون بعدها في الدوادمي  ثم في عفيف  وهناك من يتوقف في السيل كآخر محطة قبل الوصول الى مكة. والواقع أن موقعها الجيد  على طريق الحجاز   قد أفاد مرات كثيرا وأنعش اقتصادها ، واستفاد الكثير من الأهالي من ذلك فقامت محطتين للوقود، وبعض الورش الميكانيكية لخدمة السيارات المتعطلة وصيانتها، وتعلم بعض أبناء مرات ميكانيكا السيارات وبرعوا فيها . والى جانب ذلك كانت قطع غيار السيارات تباع في الدكاكين التي تبيع مختلف البضائع الأخرى. ولكن الأهم من ذلك هو قيام عدد من المقاهي التي توفر الشاهي والقهوة والمكان المريح .وأغلب هذه المقاهي قامت على الجانب الجنوبي للطريق حيث اصطفت هناك حوالي اثنتا عشر مقهى ، مع بعض المقاهي  ...
  في ذكرى حبيب كتب د. احمد عبدالله الأسود : مع رحيل كل حبيب تتفتت قطعة من قلوبنا وينفتح باب الذكريات على مصراعيه ، وتنفتح مغاليق دهاليز في الذاكرة   كنا لا نزورها إلا لماما . أقول دائما ( أن الذكريات هي خير   زاد لتسهيل رحلة العمر) ، وقد قلت (إننا نصنع الذكريات صغارا لنقتات عليها كبارا ) . وهكذا هي الدنيا   ، قال تعالى :( لقد خلقنا   الإنسان في كَبَد) ، إن المشاعر التي تتهاوى أمام لطمات الدنيا هي ذاتها التي تهبنا القوة في مواجهتها . يقول أبو العلاء :   تحطمنا الأيام حتى كأننا= زجاج ولكن لا يعاد له سبك ولو استسلم الإنسان لتلك الصفعات لانتهى   كتلة مثقلة بالهموم والأحزان لا يقوى على حملها   . ها قد دفنا أخي صالح ، وقبله دفنا أخي علي وقبلهما والدتي ، وأول الراحلين منا - من غير الأطفال - والدي رحمهم الله جميعا وأسكنهم نعيم جناته ، وكلنا في ذات الطريق سائرون .   انتقل صالح إلى رحمة الله في المستشفى في أمريكا صباح الأثنين   14 رمضان 1442 الموافق 26 ابريل   2021   وتمت الصلاة عليه ودفنه يوم الخميس 17 رمضان . وقد عانى صالح ...
Image
  في حضرة جبل ســــــــاق: نسبية المكان والزمان     كتب د. احمد الأســــــــود: بدا جبل ساق من بعيد وكأنه رأس ماردٍ يقف في منتصف الطريق الأسفلتي ليصد تقدمي، إذ لا ترى إلا قمته أولاً، وحينما ظهر شكله المثلثي المهيب ورأسه المدبب خالجتني مشاعر توق ولهفة عارمة للقائه عن كثب فوجدت نفسي لا شعورياً أزيد ضغط قدمي على مدوسة التسارع لتنطلق سيارتي نحوه كالسهم المارق ، وحين بدا بكامل هيبته أمام ناظريّ استعدت بعضاً من   توازني وخففت السرعة ، وأخرجت سيارتي للطريق الترابي الموازي   وأوقفتها على ظهر مرتفع   على بعد عدة مئات من الأمتار عن الجبل لأٌتحف نظري بمرآه وأتأمله بهدوء . وهنا تذكرت قيس بن الملوح العامري ووقوفه أمام جبل التوباد:              وأجهشت للتوباد حين رأيتـــــه       وكبر للرحمـــــن حين رآني             وأذرفت دمع العين حين عرفته       ونادى بأعلى صوته فدعاني والتي طالما رسمت ا...