قمــــر فرجينيا

قمر فرجينيا

كانـت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءً ، وكنت اقود سيارتي في شارع كين ميل القديم ، وكان سرب السيارات امامي يشكل خطا متصلا من الألوان والأضواء المتضاربة ، وأصوات أطفالي المتداخلة تملأ مجالي السمعي ، ويوم فرجينيا الطويل بضجيجه وصوره الصاخبة قد مضى يجر أذياله ، وفجأة ـ برز بشكل مهيب من خلف صف أشجار السنديان والبلوط على الجانـب الشرقي للطريق .. قمــــر .. نعم إنه القمر .. كان مكتملاً تماماً .. وكان الطريق متموجاً يعلو ويهبط ثم يلتوي يمنة ويسرة ، وبدا القمر خلف تلك الأشجار العملاقة وكأنه يغوص ويظهر، وملأني ذلك الإحساس المفاجئ بشعور غريب .. وأشرقت كل أرجاء ذاكرتي بنور القمر .. وطفت على سطح الذاكرة صورٌ كانت مطمورة خلف أنقاض من الصور والرؤي وما يشبه الأحلام . وكنت مأخوذاً بروعة اللحظة .. مأسورا بذلك الشعور المهيمن الذي جعلني أنكمش إلى داخلي تماما وأغوص في أعماقي وأنتقل بكل حواسي إلى عالم آخر بعيد وزمن آخر بعيد . وزاد من وطأة الشعور وحدته إدراكي لذلك التناقض المدهش بين ذلك السكون الرائع الذي بعثه منظر القمر في داخلي ، وصخب الحياة وزمجرتها من حولي . وحين أشرت لأطفالي إلى القمر سرت إليهم عدوى السكينة فخلدوا إلى الصمت محدقين في القمر خلـف زجاج السيارة . وكأنني استيقظت فجأة .. واعتراني شعور عارم بالأسى وحاولت أن أتذكر آخر مرة ناجيت فيها القمر . متى آخر مرة انساب فيها جسمي في ذلك الضوء  الفضي الباهت وتشرب القمراء ؟
ونسيت نفسي وانكمش الزمان في داخلي .. وانسقت مع الصور المتداعية واحدة تلو الأخرى .. وحملتني الذكريات بعيدا إلى عالم بدا وكأن بيني وبينه الآن قروناً من الزمان .. وبدت تلك الصور كما لو اقتصّت من كوكب آخر .. من ذاكرة أخرى .. أبي يحملني على كتفه وأنا أحدق في القمر فأرى وجهاً مهيباً مرسوماً على صفحته وضوء القمر يغمر الأرض الممتدة .. وتبدو الأرض في ضوء القمر دائما وكأنها تتشرب الضوء .. وكأن الضوء يتخللها .. يسري إلى داخلها .الأرض تشرب القمراء  ولكنها لا تشرب ضوء الشمس. هكذا تبدو لي الأشياء.
هناك كآبة دائمة تتدفق مع ضوء القمر ويلقيها على الأرض فتتلقاها النفوس . لماذا كل تلك الكآبـــة ؟ أشجار الأثل العملاقة تبدو موحشة كئيبة في القمراء .. والنخيل الباسقة تبعث الحزن من كل جريدة فيها .. والخطوط المتكسرة في الأفق لبيوت القرية تبعث على الأسى .. فأشيح بنظري عن كل شيء كيلا تنتقل تلك الكآبة وذلك الأسى الى داخلي . وأمـي تقص علينا الحكايا في ليلة صيف صافية والبدر يرنو إلينا ويمطرنا بقمرائه وهو يسري وئيدا في سماء نجد الرحبـــة .
حتى الأصوات تتخذ نقاءً بلوريا في ضوء القمر .. وأسمع غناء شجيا " سلاما أيها القمر المطل " يأتي من بعيد .. وتتداخل معه أنغام " سوناتا القمراءMoonlight Sonata " بشجوها المتسلل الى القلب كما يتسلل ضوء القمر عبر نافذة صغيرة ليرسم مربعا سحريا من الضوء في غرفة يلفها الظلام .
حتى هذه السوناتة حزينة .. تنطق بالأسى ..هل ألفها بتهوفن وهو في كامل صممه ؟ لست أدري .. ولكني لا أشك بأن ضوء القمر قد تسلل إلى أعماق روحه.

لكل شيء دائما هنالك وجهان ، وجه في ضوء النهار وآخر في ضوء القمر ، وتبدو كل الأشياء أقرب إلى جوهر الحقيقة في ضوء القمر .

كــــل الأشياء تلبس ثوبا مختلفا في القمراء .. ثوبا فضيا مليئا بالأسرار والكآبــة .
نعم ياابن أبي ربيعة يمكن أن يخفى القمر .. ها قد خفي القمر أمام مرآي ولم يبق منه إلا تداعياته تملأ الأفق وتملأ أرجاء الفضاء الرحب . واختزل المكان من حولي وتلاشت أبعاده  وتسللت مع أشعة القمراء الفضية .. وصعدت ، فوجدت نفسي وجها لوجه أمـام القمر .. وكلانا نسبح مع الأفلاك الأخرى في ديجور دجى الكون الأخرس .
ها أنت أيها القمر تمخر عباب سماء فرجينيا .. وها أنا ذا أقف في برزخ بين عالمين .. قامتي منتصبة في الغرب المادي ، وجذوري غائصة في الشرق الروحاني .. وروحي الحرّى تصبو بلهفة إلى موطنها .
أيهـــــــــا القمر كلانا غريبان ها هنا ( وكل غريب للغريب نسيب ) .
××××××××××××××××××××××
أنــي لك أيها الكوكب كل هذا السحر ؟ ومن أين جاءتك القدرة على تفجير تلك المشاعر الجياشة في قلوب العاشقين ؟ وكيف ألهبت خيال الانسان على مر العصور ؟

وأنت محور كثير من اساطير الشعوب وحكاياتها وفلكلورها وأنت مؤنس وحدتها الفكرية ومزيل وحشتها العقلية .. وأنت الهادي إلى طريق الحقيقة .
×××××××××××××××××××××
رسم الانسان القديم إلهة القمر ممثلة بأطوارها الثلاثة ـ هلال ـ بدر ـ محاق على جدران كهوف يعود عمرها الى العصر الحجري الجديد Neolithic ( 7000 ـ 5000 عام قبل الميلاد ).
وكـــــان القمر دائما رمزا للخصوبة .. وقد عبد الإنسان القديم القمر ممثلا للأم الكبرى ( عشتار ) . وكان القمر رمزا للميلاد والموت والبعث كما توحي به أطواره الثلاثة ، ودورته تشبه دورة الانسان  : الميلاد ـ النضج ـ الموت .

وحيث كان القمر يختفي من السماء لثلاثة أيـام في نهاية دورته قبل أن يظهر هلالا مرة أخرى جعل الإنسان ذلك مصاحبا لإعادة الميـلاد . وفي بعض الأساطير فإن القمر يعيد الأرواح الميتة إلى الرحم الذي جاءت منه لتقوم الشمس بعد ذلك بإخصابها .

ـ وفــي الأساطير الإغريقيـة كما يذكرها بلوتارخ فإن القمر هو محطة الاستراحة للروح بعد الموت ، فأما الجسد فيرسل الى الأرض التي تحكمها ديميتر Demeter إلهة الأرض .أما النفس والروح فتعودان الى القمر ، حيث يحتفظا بالذكريات والأحلام من الحياة السابقة . أما العقل فيموت موتا ثانيا ، وتنفصل الـروح عن النفس ، ويسافر العقل من القمر الى الشمس حيث يمتص ويبعث من جديد عقلا جديدا . ثم يعود ذلك العقل مرة أخرى إلى القمر ، حيث يتحد مع النفس والروح اللتان تنتظرانه ثم تتخذ جسدا أرضيا جديدا .

ـ وفـي معتقدات الهندوس فإن الأرواح الهائمة تعود الى القمر لتنتظر بعثها ، أما الأرواح التي تحررت من عجلة التناسخ فتواصل طريقها إلى الشمس .

ـ وفي أساطير النافاهو ، من قبائل الهنود الحمر في امريكا الشمالية فإن ( الناس الأوائل ) خرجوا من العالم السفلي ليعيشوا على سطح الأرض ، إلا أن الأرض كانت مظلمة وباردة. وهكذا صنع الرجل الأول والمرأة الأولى من بلورات المرو المتوهجة قرصين ليصبحا القمر والشمس لكي يكون هناك ضياء في الليل والنهار . وقد زينّا قرص الشمس بقناع من الفيروز الأزرق بمرجان أحمر على أطرافه، أصبح يشع الدفء وينشر الضياء . ثم ثبتا في قرص الشمس ريش نسر وريش قبرة لكي ينعكس ضوؤهما على أركان الأرض الأربعة . وثبتا قرص الشمس في وسط السماء الشرقية برشقات من البرق . ثم وقف الرجل الأول والمرأة الأولى ليتأملا جمال ما خلقاه ثم التفتا الى الليل ، وزينا قرص القمر ببلورات مومضة وبأصداف لؤلؤية ثم علقاه في السماء . إلا انهما ولحزنهما العظيم وجدا أن خلقهما كان جامدا لا حياة فيه ، فما كان من اثنين من الحكماء إلا أن وهبا روحيهما إلى القرصين لتدب فيهما الحياة والحركة إلى الأبد . ثم حدد الرجل الأول والمرأة الأولى المسار اليومي للشمس بتثبيت 12 ريشة في السماء على مسافات متساوية. وفي الفجر تبدأ الشمس رحلتها عبر السماء مضيئة كل جوانـب الأرض المظلمة ومشعة الدفء في أرجائها . وفي الغسق تعود الشمس مجهدة من رحلتهـا ، ويبدأ القمر المزين بريش النسر رحلتـه عبر السماء . إلا أن (صبي الريح) ساءه أن يرى القمر يسافر وحيدا في الليل فأراد مساعدته ، فنفخ عليه من نسماته ليساعده على الحركة ويسهل مساره في السماء المظلمة ، غير أن ريش النسر المثبت على القمر طار في مهب الريح ، والتصق على جسم القمر معميا إياه . وهذا هو السبب في ان القمر يتبع مسارا غير منتظم عبر السماء المظلمة .

ـ امــا الفوهات المنتشرة على سطح القمر فان مرآها قد أوحى للإنسان القديم بصور شتى : ففـي الفلكلور الأيرلندي فإن رجلا عوقب على ذنبه المتعلق بقطع الحشائش في يوم السبت بـان أرسلته الآلهة الى القمر بحزمة من الحشائش مربوطة على ظهره وما زال يطل بحزن من هناك على موطنه أيرلندا .

ـ وفـي فلكلور غينيا الجديدة ان القمر كان محفوظا في جرة عند عجوز حينما جاء صبية في أحد الأيام يلعبون وفتحوا الجرة فطار منها القمر ، وخاف الصبية غضب العجوز فحاولوا إعادة القمر الى الجرة فتركوا آثار اصابعهم على القمر التي يمكن رؤيتها الى اليوم على وجه القمر ، بيد أنهم لم يتمكنوا من ذلك وانطلق القمر حرا يجول في السماء .

ـ وفي الهند ينظر الى ( الرجل في القمر) على أنه يمثل ( شاندرا) الإله الهندوسي للقمر ، ويصور حاملا أرنبا بريا .

ـ وفي الأساطير البوذية أن بوذا اشتد به الجوع بعد أن تاه طويلا في الغابات والأحراش فأشفق عليه أرنب بري وعرض عليه نفسه ليسد رمقه ، وطلب منه أن يشعل نارا ، فلمـا فعل ألقـى الأرنب بنفسه في اللهب ، إلا ان بوذا التقطـه بسرعة فلم يصبه أذى ، ثم وضع بوذا الأرنب البري في القمر كرمز أبدي للتضحية ، حيث ما يزال هناك إلى اليوم .

ـ وفي الأساطير الصينية يعيش ضفدع ذو ثلاث أرجل على القمر ، وتمثل هذه الأرجل الأطوار الثلاثة للقمر ، وفي وقت الخسوف يبتلع الضفدع القمر.
×××××××××××××××××××××××××
أيها القمر .. ياباعث الأحزان والأشجان في القلوب ، كيف أصبحت إلها في نظر البشـــر ؟
×××××××××××××××××××××××××
القمر مؤنث في أكثر اللغات وذلك لتشابه دورته مع دورة المرأة الشهرية ماعدا اللغات السامية فإن القمر فيها مذكر.

ـ ويقولون في آسيا الوسطى أن القمر هو مرآة الآلهة التي تعكس كل شيء في العالم مثل مرآة المايا . وهم يمجدون القمر أكثر من الشمـس لأنهم يرون أن القمر يمنح ضوءه في الليل حيث الحاجة إليه بينما تضيء الشمس في النهار ، حيث لا حاجة للضوء ‍‍!
ـ وعند قبائل الأشانتي هنالك اسم واحد لكل الآلهة هو بوشن Boshun أي القمر ، وكذلك في لغة الباسك فإن كلمة قمر وكلمة إله هي نفس الكلمة .

ـ وقبائل السيوكس Sioux الهندية الحمراء يسمون القمر ( العجوز التي لا تموت ابدا) .

وكان الحكام عند قبائل التوتسي قديما يسمون Mwezi أي قمر . وكانت بريطانيا تسمى سابقا Albino إلهة القمر البيضاء كالحليب .


ـ وكلمة Lunacy ( التي تعني الجنون حاليا ) جاءت من استحواذ روح لونا Luna إلهة القمر على أرواح البشر ، ولم تكن تستحوذ إلا على أرواح الأصفياء . وبعد تحول السلطة من السلطة الأموية إلى سلطة أبوية في المجتمعات القديمة أصبح مس ( لونا )مكروها ومقرونا بالجنون .

ـ وعند الإغريق فإن القمر والقوة يقابلهما كلمة واحدة هي Menos .
وفي كثير من الثقافات فإن إلهة القمر هي الخالقة ، فعند البولنديين فإن الخالقة هي هينا Hina  وهي القمر وهي المرأة الأولى .

ـ وعند الفنلنديين كانت الخالقة هي لونوتار Luonnotar ( من Luna  أي القمر ) .
ولآلهة القمر ثلاثة أوجه : فهي الخالقة وهي المهلكة ، وهي ملتهمة الموتى . وفي المكسيك يسمى وجهها المدمر( ميسكيكاسيوتل) التي تذرع السماء في الليل بحثا عن ضحاياها لتزدردهم  . وكانت تسمى سيدة مكان الموتى ، وهي تشبه في مظهرها كالي Kali المدمرة . ولم تكن القمر فحسب بل كانت ( أم الكل ) التي خرجت البشرية كلها زاحفة من فرجها في البداية والتي اليه ستعود .

ـ ويقـول الفيديون أن ألارواح تعود إلى القمر بعد موتها لكي تلتهمها أرواح الأمهات . وتسمـى قبائل ماوري Maori القمر ب(الأم آكلة الرجال) . وقبائل التتار في وسط آسيا يعبدون القمر على أنه ماكا  ألاّ  Macha Alla ملكة الحياة والموت ويقال إنها آكلة الرجال .

ـ وعند الفراعنة فان إله القمر هو ( خنسو ) ويصور على هيئة مومياء شابة حاملا صولجانا وخطافا ومدرسا ، وله علاقة بالحمل . كما ان (إيزيس ) تعتبر إلهة للقمر وأما للشمس وتصور حاملة صولجانا وإنخا وهو رمز الحياة عند قدماء المصريين .

وعند الرومان فإن آلهة القمر هي ديانا كما أنها أيضا آلهة الصيد والخصوبة ويقابلها عند الاغريق آرتميز Artemis .

وإلهة القمر عند الأزتك هي كوثيكوس Coathicus وهي زوجة إله الشمس . وعند السلتيين فإن إلهة القمر أرنايزودArianrod والتي تقطف كوكبة الإكليل الشمالي .

وكانـت ( بريتامارتيس )أصلا إلهة القمر عند الكريتيين ، إلا أن الغزاة الإغريقيين تبنوها خاصة أنها تعطي الحماية  لكل اولئك الذين يعبرون البحار  ( أمثال الاغريقيين ) .

وعند البوذيين اليابانيين فإن إلهة القمر ( جواتان ) هو أحد إثني عشر إلها بوذيا ، وتصور حاملة قرص القمر في يدها اليمنى .
×××××××××××××××××××××××××
واستيقـظ الجيولوجي داخلي مزمجرا بسخرية : ماذا فعل بـك ذلك الكويكب ؟ وما كنت ستفعل لو كنـت على سطح زحل ذي الإثنين و ستين قمرا ، أكبرها تيتان Titan يفوق عطارد حجما ؟ وماذا سيدور بخلدك لو كنت  على سطح المشتري ذي الثلاثة وستين قمرا أكبرها لأربعة الكبار والتي اكتشفها جاليليو عام 1610 م   أو كنت في نبتون بأقماره الثلاثة عشر أكبرها تريتون والمسماة كلها على شخصيات الأساطير اليونانية والرومانية تماشيا مع اسم الكوكب المسمى على إله البحر والماء في الأساطير الرومانية ؟
ـ لن يهمني من أمرها شيء ، فهي ليست محفورة في ذاكرتي وهي ليست جزءا من كياني .

ـ ذاتك .. ذاتك . قالها مقاطعا بحدة ، هلاّ نظرت الى الأشياء بتجرد . ثم انهال علي بسيل من الحقائق لم استطع إيقافه ..
××××××××××××××××××××××××
يبلغ قطر القمر ( 2160 ) ميل ويبعد عن الأرض عند أقرب نقطة463221  ميلا ، وعند ابعد نقطة 252710 ميلا ، دورته حول محوره تساوي دورته حول الأرض ، ولذلك نرى دائما جانبا واحدا فقط ، وهـذه الدورة تساوي 27 يوما" و7 ساعات و 43 دقيقة و 47ر11 ثانية وهذه هي المدة الفعليــة التي يستغرقها القمر في دورته حول نفسه وحول الأرض . إلا أن المدة الفاصلة بين الهــــلال والهلال هي 29 يوما" و12 ساعة و44 دقيقة و87ر2 ثانية . وهذا التأخير الـذي يقارب اليومين مـردّه لحقيقة أن الأرض تدور حول الشمس بحيث أن القمر يحتاج الى يومين إضافيين لكي يصل الى نقطة في مداره ، حيث لا يكون أي جزء منه مضاء بالشمس كما يرى من الارض .
وهنالك  نوعين من التضاريس على سطح القمر: المرتفعات ،وهي قديمة العمر ومغطاة بالفوهات.والبحار وهي فوهات اصطدام ضخمة امتلأت فيما بعد باللابة البركانية المنصهرة . وأغلب سطحه مغطى بقطع الصخور  والغبار الدقيق الناتج عن اصطدام النيازك بسطح القمر . ويوجد قي القطب الجنوبي للقمر  اضخم حوض فوهة اصطدام في المجموعة الشمسية إذ يبلغ قطره 2250 كم وعمقه 12 كم.


والصخور المكونة للقمر هي البازلت ، وهو صخر ناري بركاني مكون من بلورات دقيقة من  معدن الأولوفين  ومعـادن الفلسبار  والبيروكسين والميكا والقليل من الكوارتز(المرو). وعمره يقارب  عمرالارض فهو يقدر بـ 4500 مليون عام .
ومتوسط سرعته المداريةهي 0.63 ميل/ثانية. وتبلغ  مساحته السطحية 23712500ميلا مربعا، ويبلغ حجمه واحدا من خمسين جزء من حجم الأرض كما أن كتلته هي جزء من واحد وثمانين  جزء من  كتلة الأرض  وجاذبيته هي سدس جاذبية  الأرض ولذا تبدو الأجسام أكثر خفة على سطح القمر بل تبلغ سدس وزنها على سطح الأرض. وجاذبية القمر هذه تسبب حركة  المد والجزر  في المحيطات، الأمر الذي يؤدي الى إبطاء سرعة دوران الأرض حول محورها. وهذا الإنخفاض في السرعة يقدر بثانية واحدة كل 50000 سنة. فمثلا في العصر الديفوني منذ حوالي 400 مليون عام كان طول اليوم هو 22 ساعة وبعد حوالي 35 مليون عام  من الآن سيصبح طول اليوم الأرضي 25 ساعة  فبشرى لمن لا يستطيعوا إنجاز أعمالهم في يومنا القصير ذي الأربعة وعشرين ساعة!
 نرى من القمر 59% من سطحه في وقت واحد، ويعكس القمر عشر ضوء الشمس الساقط عليه. وخسوف القمر يحدث بسبب سقوط ظل الأرض على القمر عندما تكون الأرض بينه وبين الشمس وكلها على خط واحد. وكسوف الشمس يحدث بسبب وقوع القمر بين الشمس والأرض عندما تكون كلها على خط واحد.
بسبب انعدام الغلاف الجوي فهنالك تطرف في درجات الحرارة بين الليل والنهار ، ففي النهار تصل الى 260 درجة فهرنهايت، وتنخفض في الليل الى 273 درجة تحت الصفر.
 أرسلت الى القمر سبعون سفينة فضائية ، ووطأ سطحه إثنى عشر ملاحا فضائيا. ويوجد من عينات صخور القمر على الأرض ما مقداره 382 كيلوجراما.
ووجود القمر ساعد على تثبيت الحركة الدوامية wobble  للأرض مما يعتقد أنه ساهم في تطور الحياة على الأرض.

========================================================
هذا ما أراه :
الأسطورة تغلف الحقيقة بغلاف سميك مليء بالتفاصيل الجميلة فيلهينا الغلاف عن الكشف  عن ما بداخله والعلم يقدم الحقائق عارية... الأسطورة هي العلم مغلفا بطبقة سميكة من صنع الخيال.. الأسطورة هي جنين العلم والعلم هو شيخوخة الأسطورة. الأسطورة أطول عمرا بكثير من العلم ورافقت العقل البشري لآماد طويلة قبل بزوغ العلم. العقل البشري متآلف مع الأسطورة رفيقة الدرب الطويل ومتنافر مع العلم الدخيل. أدمن العقل الأسطورة لدرجة لم يعد بعدها قادرا على تقبل الحقيقة المجردة، فلكي يتقبلها يجب أن تكون الحقيقة مغلفة  بغلاف اسطوري ، ودرجة التقبل تتناسب تناسبا طرديا مع سمك الغلاف . وبالرغم من التجليات الرائعة للعلم  منذ فجر التاريخ وحتى اليوم – العصر الذهبي للعلم- مازال العقل يفضل منطقة وسطا بين العلم والأسطورة إلا أنها اقرب لنطاق الأسطورة منها لنطاق العلم.. هو لايستطيع تجاهل ما يقدمه العلم ولكنه لا يخفي حنينه للأسطورة. العلم يغتال الأسطورة ويحشرها في ركن قصي من أركان الذاكرة البشرية فيهب العقل لانتشالها وإرجاعها لسطح العقل  في محاولة يائسة منه  لإبقائها حية بل لازدهارها. العلم لا يؤمن بمبدأ التعايش فهو المعول الذي عمل على تحطيم الأسطورة منذ لحظة بزوغ فجره.
الأسطورة ضرورية لتطور اللاشعور الجمعي مثلما أن الأحلام ضرورية لتطور العقل الفردي. وما دام الأمر كذلك،  فإن العلم بعد أن اغتال الأسطورة في العقل الجمعي  وخلا له الميدان تماما قام بخلق أساطيره الخاصة به. العلم يقدم ما يحتاجه العقل ولكن على طريقته الخاصة.
أحمد الأسود













Comments

Popular posts from this blog

من أنا؟

كميـــــــت